قد نبدأ الحياة
بجرح ومعه يموت الفرح .. ولا نملك إلا تأمل حكمة الله .. فنصمت ونصبر ونحمده
سبحانه وتعالى في الضراء قبل السراء ..
لا يوجد أوجع من
كسر القلب في أول خطواته نحو الحلم .. ولا أحزن من أن تعيش اليوم وروحك قد غادرتك ..
تهيم على وجهك .. تتعب من البحث .. ثم تستفيق لتدرك أنها رحلت لمثواها الأخير ولن
تعود .. تعافر .. تعاند .. تتحدى الواقع .. وبعد رحلة من الألم .. تستريح في كل ليلة
على أضواء الشموع .. تفتح نوافذ غرفتك ليتمدد إليك شعاع من أمل ..
تحتسي فنجانا من
القهوة على صوت العندليب أو سومة .. وتستل قلما من بين أوراقك المصفرة بفعل الزمن ..
لتكتب ما يجيش به صدرك .. فتجد قلبك .. يبكي قبل عيونك ..
فتسجل هذه الحالة
الوجدانية من الشجن في كلمات صادقة .. تعيد قراءة السطور بشغف .. فتجدك تناجي روحك
الراحلة .. التي لم تغادر حنايا القلب .. هي قابعة .. ومتشبثة .. لن تغادرك.. فكيف
لحب العمر أن يرحل .. وكيف لمشاعر صادقة .. نابعة من قلب نقي طاهر .. أن تفارقنا ..
أمي الحبيبة .. نبع
الحنان .. الحضن الدافي .. الحب .. الأمل .. الحنان .. سيرحل العمر ولن ترحل روحك
الطاهرة من مكنون ذاتي .. فـأنت نبض قلبي .. وحب حياتي ..
أمي .. رغم
انهزامي .. مازلت أحافظ على صفاء القلب هذا الجزء الصغير بالجسد الذي دوما يمنحني
الأمل .. ويدفعني للتمسك بالحياة ولو بخيط رفيع من نور وسط ظلام دامس ..
مازلت استلهم من
ملحمة عطاءك القدرة على أن اكون جسرا للمحبة .. ووردة تمنح العبير لكل المحبين .. ويدا
حانية لكل الموجعين .. أحاول يا أمي .. وأتمنى أن استمر ولا يسقطني يوما حزن ولا
ألم ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق